السقط هو : كل جنين
سقط من بطن أمه قبل تمام مدته.

وقد اتفق الفقهاء
الأربعة على أن الجنين إذا سقط حياً واستهل فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.

كما اتفقوا على أنه
إذا سقط قبل الأربعة أشهر فإنه لا يصلى عليه ولا يغسل .

أما إذا سقط بعد
الأربعة أشهر :

ففيه خلاف والراجح أنه
يغسل ويصلى عليه ويسمى ويعق عنه.

خلاف الفقهاء ـ رحمهم
الله ـ في هذه المسألة :

القول الأول: لا يغسل
ولا يصلى عليه حتى يستهل وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية.

الدليل:

استدلوا بحديث جابر بن
عبد الله - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «الطفل لا يصلى
عليه، ولا يرث ولا يورث حتى يستهل» رواه الترمذي وأعله بالوقف قال الترمذي:"
هذا حديث قد اضطرب الناس فيه، فرواه بعضهم عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى
الله عليه وسلم مرفوعاً، قال: ورواه بعضهم موقوفاً على جابر، وكأن هذا (يعني
الموقوف) أصح من المرفوع".

القول الثاني:

أنه يغسل ويصلى عليه
ويسمى ويعق عنه وهو مذهب الحنابلة.

واستدلوا على ذلك :-
بأنه نفخت فيه الحياة فصار بذلك إنساناً له أحكام بني آدم .

وهذا القول هو الصواب
الذي يدل عليه حديث ابن مسعود فإنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهو الصادق المصدوق: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم
يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه
الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله
غيره! إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه
الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون
بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ".

والله تعالى أعلم وصلى
الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه /أحمد الخليل