هل يشرع أن يُقرأ في الوتر بسبح اسم ربك و قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد سواء صلى الثلاث متصلة أو منفصلة

 



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله



أما
بعد..



فقد سألني عدد من الفضلاء هل يشرع أن
يُقرأ في الوتر بسبح اسم ربك و قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد
سواء صلى الثلاث متصلة أو منفصلة فأحببت أن أبين المسألة باختصار

فأقول مستعيناً بالله :



 



إذا أوتر الإنسان بثلاث ركعات متصلات أو
منفصلات فإنه يقرأ فيها ما جاء في حديث أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات، كان يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي
الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد).



سواء صلاها متصلة أو منفصلة.



 لأن
قوله في حديث أبي بن كعب: (كان يوتر بثلاث ركعات) ليس فيه ما يدل على أنها متصلة
أو منفصلة،وأما رواية النسائي :(لا يسلم إلا في آخرهن) فهي شاذة لا تثبت.



ويرجح 
احتمال أن المراد بالثلاث هنا ثلاث منفصلات أن الغالب عليه
- صلى
الله عليه وسلم - أن يصلي الثلاث منفصلة
.



قال مهنا: سألت أحمد إلى أي شيء تذهب في الوتر تسلم
في الركعتين؟ قال: نعم. قلت: (لأي شيء) ؟ قال: لأن الأحاديث فيه أقوى وأكثر عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - في الركعتين.



وكما أنه المعروف عنه - صلى الله عليه وسلم -
فهو المعروف عن أصحابه رضي الله عنهم.



قال الزهري : (كان أصحاب النبي يسلمون في ركعتي
الوتر ).



ويقوي أن المراد ثلاث منفصلات أن من عادة
الصحابة إذا أرادوا ركعاته المتصلة - صلى الله عليه وسلم - صرحوا بعدم التسليم
،كما في حديث عائشة :(يوتر بخمس ولا يسلم في شيء من الخمس).



وقد ذكر محمد بن نصر في كتابه الوتر أن
الأحاديث التي فيها الوتر بثلاث ليس فيها ما يدل على أنها ثلاث متصلة أو منفصلة فقال
 :



(فأما الوتر بثلاث ركعات فإنا لم نجد عن النبي خبرا
ثابتا مفسرا أنه أوتر بثلاث لم يسلم إلا في آخرهن كما وجدنا في الخمس والسبع والتسع
غير أنا وجدنا عنه أخبارا أنه أوتر بثلاث لا ذكر للتسليم فيها



 حدثنا إسحاق
أخبرنا النضر بن شميل ثنا يونس عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله
عنه أن رسول الله كان يوتر بثلاث يقرأ بسبح ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو
الله أحد



وفي الباب عن عمران بن حصين وعائشة رضي الله عنها
وعبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه وأنس بن مالك رضي الله عنه



 قال فهذه
أخبار مبهمة يحتمل أن يكون النبي قد سلم في الركعتين من هذه الثلاث التي روي أنه أوتر
بها لأنه جائز أن يقال لمن صلى عشر ركعات يسلم بين كل ركعتين فلان صلى عشر ركعات والأخبار
المفسرة التي لا تحتمل إلا معنى واحدا أولى أن تتبع ويحتج بها..) انتهى



وقال ابن المنذر في الأوسط :



(بأي فعلٍ مما جاء به الحديث من أفعال رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الوتر فعله رجل فقد أصاب السنة غير أن الأكثر من
الأخبار والأعم منها أنه سئل عن صلاة الليل فقال: «مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح
فأوتر بواحدة» ، وإن شاء المصلي صلى ركعتين ركعتين، وإذا أراد أن يوتر بثلاث صلى
ركعتين، قرأ في الأولى منها بـ سبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بـ قل يا أيها
الكافرون، ثم يسلم ويأتي بالركعة الثالثة، ويقرأ فيها قل هو الله أحد والمعوذتين)
انتهى



وقوله :(والمعوذتين) بناء على صحة الحديث
بقراءتها والصواب ضعفه. فقد ضعفه الإمام أحمد ويحيى بن معين والعقيلي.



والخلاصة : ليس في حديث أبي بن كعب ما يدل على
أنها متصلة أو منفصلة، وهناك عدة قرائن تدل على أنها منفصلة ؛ ولذلك يشرع أن يُقرأ
في الوتر في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة
بقل هو الله أحد سواء صلى الثلاث متصلة أو منفصلة.



 



والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه / أحمد الخليل



 



: 27-07-2013
طباعة