الأربعاء 9 صفر 1446هـ الموافق 14 أغسطس 2024م

الفتوى

Separator
هل يجوز أن يعمل الإنسان العمل الصالح بقصد حصول غرض دنيوي ؟
3131 زائر
13-11-2012
أ.د. أحمد بن محمد الخليل
السؤال كامل
هل يجوز أن يعمل الإنسان العمل الصالح مثل صلة الرحم والاستغفار بقصد حصول غرض دنيوي مثل كسب المال أو حصول الذرية؟
جواب السؤال

الجواب:
هذا ينقسم إلى قسمين :

القسم الأول :

من يعمل (العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وإحسان إلى الناس، وترك ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان، أو يتركه خالصًا لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته، أو حفظه أهله وعياله، أو إدامة النعم عليهم، ولا همة له في طلب الجنة، والهرب من النار، فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة من نصيب. وهذا النوع ذكره ابن عباس)([1]).

فهذا النوع من الناس يعمل العمل وهو يقصد وجه الله لكن لا يريد إلا ثواب الدنيا فقط، فهو داخل في قوله تعالى : "من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون".

النوع الثاني :

أن يقصد ثواب الآخرة ويقصد مع ذلك حصول مقصود دنيوي فهذا جائز وتركه أولى ، دليل الجوز :

ـ قوله تعالى " ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين".

ـ حديث أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: " من قتل كافرا، فله سلبه ". قال: فقتل أبو طلحة عشرين.

ـ قوله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ".

ولو كان قصد هذه الأمور الدنيوية لا يجوز لم يأمر به الشارع في هذه النصوص.

وأيضا يدل عليه أثر ابن عباس معلقا على الآية حيث قال : "من عمل صالحا التماس الدنيا، صوما أو صلاة أو تهجدا بالليل، لا يعمله إلا التماس الدنيا، يقول الله: أوفيه الذي التمس في الدنيا من المثابة، وحبط عمله الذي كان يعمله التماس الدنيا، وهو في الآخرة من الخاسرين".

فقوله رضي الله عنه : " لا يعمله إلا التماس الدنيا" ، دليل أنه لو عمله التماسا للآخرة والدنيا معا فلا يدخل في الآية.

ولا شك أن الأولى والأحسن للمسلم أن يعمل الأعمال الصالحة بقصد تحصيل رضى الله وثوابه والنجاة من عقابه.

والله تعالى أعلم

كتبه د/ أحمد بن محمد الخليل



([1])تيسير العزيز الحميد (ص: 463)، وأثر ابن عباس سيأتي.

جواب السؤال صوتي
   طباعة 

روابط ذات صلة

Separator

جديد الفتاوي

Separator

مؤلفات

Separator

البحث

Separator

مذكرات

Separator

التغريدات

Separator