الحلف بغير الله هو: توكيد الأمر المحلوف عليه بذكر مخلوق معظم، كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بالكعبة، أو بالأمانة، ونحو ذلك.

و الحلف بغير الله محرم بل هو نوع من الشرك وقد يكون شركا أكبر وقد يكون شركا أصغر بحسب ما يقوم بقلب الحالف من تعظيم المحلوف به.

ويدل على ذلك نصوص صريحة :

الأول: قوله -صلى الله عليه وسلم- "ألا لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت" رواه البخاري.

الثاني: قوله -صلى الله عليه وسلم- " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " رواه أحمد،وأبو داود.

الثالث : حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من حلف بشيء دون الله فقد أشرك " رواه أحمد

وهي نصوص واضحة.

وقد يشكل على بعض الناس نصوص أخرى ظاهرها يخالف النصوص السابقة :

كقول النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي سأله عن شرائع الإسلام فلما خرج قال: "أفلح وأبيه إن صدق" . فهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- حلف بأبي الرجل مما يدل دلالة واضحة على أنه ليس بشرك ولا بمحرم.

والجواب على هذا الحديث من وجوه:

الأول: أن هذه اللفظة شاذة لا تثبت عنه صلى الله عليه وسلم

قال الحافظ ابن عبد البر :" والحلف بالمخلوقات كلها في حكم الحلف بالآباء لا يجوز شيء من ذلك فإن احتج محتج بحديث يروى عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن ابن أبي عامر عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله في قصة الأعرابي النجدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفلح وأبيه إن صدق قيل له هذه لفظة غير محفوظة في هذا الحديث من حديث من يحتج به وقد روى هذا الحديث مالك وغيره عن أبي سهيل لم يقولوا ذلك فيه وقد روي عن إسماعيل بن جعفر هذا الحديث وفيه أفلح والله إن صدق أو دخل الجنة والله إن صدق وهذا أولى من رواية من روى وأبيه لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح وبالله التوفيق".

الثاني : أنّ هذا مما يجري على الألسن وما يجري على الألسن فهو من اللغو واللغو ليست من الأيمان المنعقدة .

الثالث: أنه منسوخ وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال هذا في أول التشريع ثم نسخ بالأحاديث الدالة على تحريم الحلف بغير الله.

تنبيه : الحلف بغير الله لا يجب فيه كفارة لأنّ هذا الحلف لم ينعقد والحلف الذي يوجب الكفارة هو المنعقد .

والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه /أحمد الخليل