فيه خلاف بين أهل اعلم.

والراجح : أنه لا يجوز لأدلة ستأتي إن شاء الله .

خلاف الفقهاء ـ رحمهم الله ـ في هذه المسألة :

القول الأول :

أن مس المصحف محرم على المحدث وهو مذهب الأئمة الأربعة، بل جمهور السلف والخلف، بل حكي إجماعاً .

واستدلوا : بدليلين :

الدليل الأول :

قوله تعالى {لايمسه إلا المطهرون}.

وجه الاستدلال:

الصحيح في هذه الآية أن المراد به الصحف التي بأيدي الملائكة لكن تدل على المنع بطريق آخر:

قال ابن تيمية : (لكن تدل الآية بإشارتها على أنه لا يمس المصحف إلا طاهر؛ لأنه إذا كانت تلك الصحف لا يمسها إلا المطهرون لكرامتها على الله؛ فهذه الصحف أولى أن لا يمسها إلا طاهر).

الدليل الثاني :

في الكتاب الذي كتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم :( وإن لا يمس القرآن إلا طاهر)وهذا الحديث تلقته الأمة بالقبول وعملت بمقتضاه.واحتج به الإمام أحمد وغيره من الأئمة.

القول الثاني :

أنه يجوز للإنسان أن يمس المصحف . وهو مذهب الظاهرية .

الأدلة :

الدليل الأول :

أنه لا يوجد دليل لا من الكتاب ولا من السنة الصحيحة يدل على المنع .

الجواب : في الأدلة التي ذكرها الجمهور ما يكفي .

الدليل الثاني :

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث كتاباً إلى هرقل وفيه آية من كتاب الله.

الجواب : أن الآية الموجودة في الكتاب ليست قرآناً بل هي آية في كتاب مرسل

الدليل الثالث :

أن المسلمين مازالوا يُمكنون الصبيان من القرآن , ولو كان لا يمسه إلا المطهرون لم يفعلوا.

الجواب : أن هذا إنما جاز للحاجة وللمصلحة المترجحة؛ إذ لو مُنع الصبيان عن القرآن إلا بعد الطهارة لأدى ذلك إلى قلة قراءتهم للقرآن.

والصواب كما تقدم مع الجماهير الذين ذهبوا للمنع .

والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه /أحمد الخليل